ولا غالب إلا الله

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عبارة «ولا غالب إلّا الله»، شعار بنو الأحمر
عبارة «ولا غالب إلّا الله» على تاج عمود بقصر الحمراء بالأندلُس
عبارة «ولا غالب إلّا الله» منقوشة في قصر الحمراء.

وَلا غالِبَ إِلَّا الله هو شعار الموحدين الذي أصبح يُنقش على الأعلام بعد الانتصار الكاسح ليعقوب المنصور في معركة الأرك يوم 9 شعبان 591 هـ الموافق ل 18 يوليو 1195 م.

وتيمّنا بالموحّدين، تبنى بني الأحمر في الأندلس هذا الشعار، باعتبار أنّهم ورثة الموحدين، إذ يظهر الشعار في زخرفة قصر الحمراء، وباقي قصور مملكة غرناطة.[1] أغلب الظن أن بني الأحمر قد أخذوا شعارهم مما جاء في سورة يوسف: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾، وقال آخرون بل من سورة آل عمران: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ﴾، وأيّاً كان مصدر هذه العبارة، فإنّ بني الأحمر أخذوها شعاراً لهم وزيّنوا بها قصورهم ولباسهم وأسلحتهم.

السياق التاريخي[عدل]

وردت إشارة لهذه العبارة في كتاب روض القرطاس لابن أبي زرع الفاسي، في موضع وصف انتصار الموحدين بقيادة يعقوب المنصور في معركة الأرك على قوات ملك قشتالة ألفونسو الثامن، حيث ذكر:[2]

ولا غالب إلا الله فبينما ألفونسو الثامن -لعنه الله- قد همَّ وعزم أن يحمل على المسلمين بجميع جيوشه، ويصدهم بجنوده وحشوده؛ إذ سمع الطبول عن يمينه قد ملأت الأرض، والأبواق قد طبقت الرُّبَا والبطاح، فرفع رأسه لينظر فيها، فرأى رايات الموحدين قد أقبلت، واللواء الأبيض المنصور في أولها عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا غالبَ إلا الله. وأبطال المسلمين قد تسابقت وجيوشهم قد تناسقت وتتابعت، وأصواتهم بالشهادة ارتفعت ولا غالب إلا الله

بينما أرجع بعض المؤرّخين أصل العبارة إلى روايتين مختلفتين:

  • الرواية الأولى تقول أن أبو عبد الله محمد الأول، تحالف مع أعداء المسلمين لأسباب قيل منها حتى لا يدفع الجزية لأمراء عرب نكاية فيهم، وقيل لصراعات كانت بينه وبينهم وأراد أن يستقوي بالإسبان، وفي كل الأحوال، فقد تحالف مع المعتدي وخرج ليتمم معاهدته، ولمّا عاد من سفره، استقبله الشعب بالحفاوة فرحين ظنا منهم انهم بهذا قد تخلصوا من دفع الجزية، وهتفوا له بكلمة «يا غالب» أو «الغالب»، فشعر بما قام به من خيانة وضياع لآخر ما كان للمسلمين من حصون في غرناطة وتسليمها للأعداء فقال لهم مرددا «لا غالب إلا الله»، ونقشها في كل مكان حتى على أبواب البيوت ليتذكر الناس ويذكر نفسه، وتبقى بعد كل ذلك دليلا وشاهدا على كل خائن ضعيف، يستسلم أمام العدو ويتولى عن الجهاد.
  • والرواية الثانية هي أن أهل الأندلس، من طول الصراعات في بلادهم، وفساد حكامهم، ونزاعهم وتناحرهم، كانوا على يقين أن ملكهم زائل وأن دولتهم فانية، وأن الإسلام راحل عن بلادهم فأخذوا في تسجيل العبارة على جدران بيوتهم، وأبوابها والحوائط، ليذكروا العالم بها، وتبقى شاهد على مجد كان يوما ما في تلك الأرض، وأن يجعلوها تحفيزا لهم أن لا غالب إلا الله.[3][4]

مراجع[عدل]

  1. ^ "Al Ghalib". soubhâna (بfr-FR). 4 Sep 2017. Archived from the original on 2021-07-09. Retrieved 2018-03-04.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  2. ^ "روض القرطاس لابن أبي زرع الفاسي - دار المنصور للطباعة والوراقة - الرباط - 1972 - الصفحة 228". اطلع عليه بتاريخ 2021-11-01.
  3. ^ "قصة عبارة "لا غالب إلا الله" وسقوط الأندلس". www.almrsal.com. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31.
  4. ^ "لا غالب إلا الله". www.e3arabi.com. مؤرشف من الأصل في 2023-04-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-31.