انتقل إلى المحتوى

السبع الطوال

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

سبع طوال في علوم القرآن، يقصد به: السور الطوال، وهي أطول سور القرآن، وهي أطول من سور المئين. والسور الطوال هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة، وهو القول المشهور، وبعضهم أدخل يونس بدل براءة، سيرًا على مصحف أبي بن كعب وابن مسعود،[1] ومن فضائل هذه السور: عن عائشة، أن النبي قال: (من أخذ السبع الأول فهو حبر)،[2] وعن أبي هريرة قال: «ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله من فلان - قال سليمان راوي الحديث -: كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطول المفصل».[3]

الطوال: وتسمى (الطُول)، وهو جمع طولى، يقال هي السورة الطولى، وهن السور الطُوَل، ومنه قرأت السبع الطُول.

تعريف الطوال: هي أطول سور القرآن، وهي أطول من سور المئين.[4]

تحديد السور الطوال في القرآن

[عدل]

فيه ثلاثة أقوال:

القول الأول: أنها البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف وبراءة، وهو القول المشهور.

القول الثاني: أنها البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، وقد روي هذا القول عن ابن عباس، وورد عن سعيد بن جبير أنها يونس.

القول الثالث: أنها الكهف، وقد ورد عن ابن عباس أيضا.

فمن قال بأنها يونس: سار على ترتيب مصحف أبي بن كعب ومصحف عبد الله بن مسعود، فإنها في مصحفيهما هي السابعة في ترتيب السور الطوال، وأما الكهف فلا علة فيها إلا ما جاء في بعض الروايات.[5]

سبب اعتبار سورة براءة من الطوال

[عدل]

اعتبارها مع الأنفال سورة واحدة، حيث لم تكتب بينهما البسملة، والدليل عليه: عن يزيد الفارسي، قال: قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني وإلى البراءة، وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: إن رسول الله كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه، فيقول: (ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)، وتنزل عليه الآية فيقول: (ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)، فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم.[6]

أصل ورود هذه القسمة

[عدل]

ينقسم القرآن إلى أربعة أقسام: السبع الطوال، المئين، المثاني، المفصل، وقد وردت هذه القسمة في الحديث النبوي، فعن واثلة بن الأسقع، قال: قال النبي : (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل).[7][8]

من فضائل السبع الطوال

[عدل]

1.    عن عائشة، أن النبي قال: (من أخذ السبع الأول فهو حبر).[9]

2.   عن معبد الجهني أن النبي قرأ بالسبع الطول في ركعة.[10]

قراءة السبع الطوال في الصلاة

[عدل]

كان النبي يقرأ السبع الطوال في صلاة الليل، وذلك مبني على استحباب الإطالة في صلاة الليل، ومن ذلك: ما جاء عن حذيفة، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع...[11]

وعن أنس، قال: وجد رسول الله ذات ليلة شيئا فلما أصبح قيل: يا رسول الله إن أثر الوجع عليك لبين قال: «أما إني على ما ترون قد قرأت البارحة بحمد الله السبع الطوال»[12]

بل ثبت أن النبي قرأ بعض السور الطوال في الفريضةـ، فقد قرأ الأعراف في صلاة المغرب، قال زيد بن ثابت لمروان بن الحكم: ما لي أراك تقرأ في المغرب بقصار السور، وقد رأيت رسول الله يقرأ فيها بأطول الطوليين! قلت: يا أبا عبد الله ما أطول الطوليين؟ قال: الأعراف.[13]

انظر أيضا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1974م، (1/ 220)
  2. ^ مسند الإمام أحمد، أحمد بن حنبل، مؤسسة الرسالة، 2001م،(40/ 501)
  3. ^ المجتبى من السنن = السنن الصغرى، أحمد بن شعيب النسائي، مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب، 1986م، (2/ 167)
  4. ^ جلال الدين السيوطي (1974)، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ج. 1، ص. 218، OCLC:4770017618، QID:Q115728353 – عبر المكتبة الشاملة
  5. ^ "ص29 - كتاب الزيادة والإحسان في علوم القرآن - فائدة ترتيب مصحف عبد الله بن مسعود - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2022-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-06.
  6. ^ المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله للحاكم، دار الكتب العلمية – بيروت، 1990م، (2/ 241)
  7. ^ شعب الإيمان، أبوبكر البيهقي، مكتبة الرشد، 2003م، (4/ 71 - 72)
  8. ^ الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1974م، (1/ 222)، والزيادة والإحسان في علوم القرآن، شمس الدين عقيلة، مركز البحوث والدراسات، جامعة الشارقة – الإمارات
  9. ^ مسند الإمام أحمد، أحمد بن حنبل، مؤسسة الرسالة، 2001م، (40/ 501)
  10. ^ "ص551 - كتاب فضائل القرآن للمستغفري - باب ما جاء في السبع الطوال - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2022-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-06.
  11. ^ صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، دار إحياء التراث العربي – بيروت، بدون سنة طبع، (1/ 536)
  12. ^ شعب الإيمان، أحمد بن الحسين البيهقي، مكتبة الرشد – الدار السلفية بالهند، 2003م، (4/ 77)
  13. ^ المجتبى= السنن الصغرى، أحمد بن شعيب النسائي، مكتب المطبوعات الإسلامية – حلب، 1986م، (2/ 170)