طنجة (بالأمازيغية: ⵜⴰⵏⵊⴰ) هي مدينة مغربية تقع شمال المملكة المغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يبلغ عدد سكانها 1،065،601 نسمة، وفق الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014، وهي بذلك سادس أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان. تتميّز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسطوالمحيط الأطلسي من جهة، وبين القارة الأوروبيةوالأفريقية من جهة أخرى. طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان الحسيمة وهي من أهمّ المدن في المغرب. وتعتبر المدينة واحدة من أهم مراكز التجارة والصناعة في شمال أفريقيا كما تعد قطباً اقتصادياً مهمّا لكثرة مقار المؤسسات والمقاولات، وأحد أهم المراكز السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية بالمغرب.
تاريخ مدينة طنجة غني جدا نظرا لكونها مركز التقاء للعديد من الحضارات المتوسطية. فقد أُنشئت المدينة لتكون حاضرة أمازيغية و مرفأً فينيقياً خلال القرن الخامس قبل الميلاد. و قد أثرت عدة حضارات متعاقبة على هذه المدينة بدأً باليونانيين وانتهاءً بالحضارة الإسلامية.
تعتبر مدينة طنجة مدينة رياضية بامتياز وذلك لولع الطنجيين بالرياضة متابعة وممارسة. وتعتبر السباحة والجري من الرياضات الفردية الأكثر ممارسة لتوفر المدينة على فضاءات طبيعية للمارسة كالشواطئ البحرية، أطلسية كانت أم متوسطية، وغابة الرميلات. أما في ما يتعلق بالرياضات الجماعية، فتبقى كرة القدموكرة السلة و الكرة الطائرة الرياضات الأكثر شعبية في المدينة. وفيما يلي جرد لأهم الرياضات والرياضيين الطنجيين:
كرة القدم: يعتبر نادي اتحاد طنجة الفريق الأبرز في المدينة، وهو ناد حديث النشأة نسبيا تأسس سنة 1983، يحظى بشعبية كبيرة، خاصة بعد صعوده للقسم الأول سنة 2015 حيث لعب لسنوات بالقسم الثاني من البطولة الوطنية المغربية. يستقبل النادي بالملعب الكبير ابن بطوطة بعد أن كان يلعب بملعب مرشان العريق الذي تأسس سنة 1939. أنجبت طنجة وتبنت مجموعة من اللاعبين المرموقين من طينة حسن أقصبيومحمد السابق. وتتوفر مدينة طنجة على أحد أكبر ملاعب كرة القدم بالمغرب وهو استاد طنجة أو ملعب ابن بطوطة الذي يتسع لحوالي 45,000 متفرج. بالإضافة إلى هذا الملعب تتوفر طنجة على أحد أقدم ملاعب كرة القدم بالمغرب وهو ملعب مرشان، بحيث بني سنة 1904 وتم افتتاحه سنة 1939 تحت الإدارة الدولية، في بداية سنة 2016 انطلقت عملية هدم الملعب بهدف تحويله إلى فضاءات ومساحات خضراء في إطار مشروع طنجة الكبرى مما دفع بعض الناشطين والجمعويين إلى استنكار هذا الفعل الذي يمس بالقيمة التاريخية لمدينة طنجة.
كرة السلة: وهي الرياضة الأكثر تشريفا للمدينة على المستوى الوطني بفضل ألقاب بطولة المغرب الثلاثة لنادي اتحاد طنجة سنوات 1993، 2008 و 2009.و من بين أجود اللاعبين الذين تألقو في صفوف النادي التونسيمروان كشريد و أحمد قجاج وكان مدرب الفريق بين 2008 و 2010.
ككل مناطق المغرب سابقا ، كان في طنجة جالية يهودية كبيرة وصلت نسبتها إلى 20 بالمئة من السكان أحيانا ، اليهود قطنوا طنجة قبل المسلمين بعقود ، و بعد أن جعلت الحضارة الإسلامية من طنجة مركزا حضاريا و ثقافيا مهما ، تقاطر على طنجة المئات من اليهود من شتى بقاع المغرب و الأندلس .
بعد سقوط الأندلس ، هاجر الآلاف من يهوديي إشبيلية و بالس و الجزيرة الخضراء نحو طنجة ، و بخلاف المسلمين استفاد اليهود بعد احتلال طنجة من امتيازات شجعتهم على البقاء ، كما تقاطر غلى المدينة عشرات اليهود من البرتغال و بريطانيا و إسبانيا بعد إذ فرارا من الاضطهاد و كان معظمهم من السفارديم .
قطن اليهود حيي الملاح و الربض الشرقي للمدينة الذي كان يدعى حسنونة ، و إبان الاحتلال الأجنبي استطاع هؤلاء اليهود الحفاظ على لغتهم المدعوة بالخاكيتيا و هي عبارة عن لهجة عربية جبلية ، تتميز عن جبلية المسلمين بتركيز أكبر للغة الإسبانية . إلا أن الأمور ساءت سنة 1677م بين اليهود و الحكومة الإنجليزية بطنجة مما أدى إلى إصدار أمر بطرد جميع اليهود خارج طنجة ، حيث لجأ هؤلاء إلى مدن تطوان و جبل طارق و إلى بعض دول أمريكا اللاتينية .
بعد استرداد المدينة من طرف المسلمين ، عادت الحريات الدينية و سمح لليهود بالعودة إلى دورهم بحسنونة و الملاح ، و بالتالي عادت نسبة اليهود في المدينة بالارتفاع مرة أخرى حتى قاربت ال25 بالمئة . بعد أن هاجر إلى المدينة الآلاف من اليهود الأشكينازيين بشكل أكبر . من جزيرة كريت - بريطانيا - هولندا و ألمانيا 0
ظل اليهود يعيشون في مدينة طنجة لمدة تتجاوز الثلاثة قرون بعدئذ في جو من التسامح و التعايش ، لكن بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر طفت المشاكل إلى السطح ، فقد كان اليهود يرون شرعية ما يحصل في الجزائر و أن من مصلحة المغرب أيضا أن يكون تحت الاحتلال الفرنسي ، هذا ماأدى إلى ظهور قلاقل بين المسلمين و اليهود أدت إلى هجرات طفيفة نحو الأراضي الجزائرية المحتلة و بالأخص نحو وهران.
تأتي طنجة في المرتبة الثانية، من حيث النشاط الصناعي في إفريقيا ؛ إذ يوجد فيها 78 مصنع تعمل في مجال الملابس . كما أنها موطن لمصنع السيارات رونو الشهيرة في المغرب ، حيث أنتج هذا المصنع سنة 2014 ما يزيد عن 180.000 سيارة. و سوف يتزايد هذا العدد ليصل إلى 400.000 سيارة في أفق سنة 2020 و يمثل هذا الإنتاج 100 بالمئة من الإنتاج الوطني للسيارات التي تستعمل وطنيا أو تصدر إلى مناطق خارج الوطن في مقدمتها ألمانيا و تركيا .
وتنتج طنجة سدس إنتاج المغرب من الطباعة والنشر، كما تنتج الأغذية والمواد الكيميائية
ويعد ميناء طنجة من أكبر الموانئ التي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير
كما تعد طنجة من أكبر المراكز الثقافية في إفريقيا، حيث يوجد بها العديد من قاعات الفنون والمسارح والموسيقى والمتاحف والجمعيات الثقافية الشهيرة. كما ينتسب إليها بعض الشعراء والكتاب والممثلين والفنانين المشهورين. أدى أغنياء المدينة دورا مهماً في دعم النشاط الثقافي. كما كان لوجود جو التعبير الحر والعديد من شركات الإعلان والاتصال إسهام كبير في ازدهار الثقافة في المدينة.