تناسق الدرر في تناسب السور
المظهر
تناسق الدرر في تناسب السور | |
---|---|
تناسق الدرر في تناسب السور | |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | جلال الدين السيوطي (849هـ - 911هـ) |
اللغة | العربية |
الموضوع | علوم القرآن الكريم |
ويكي مصدر | أسرار ترتيب القرآن - ويكي مصدر |
مؤلفات أخرى | |
الإتقان في علوم القرآن | |
تعديل مصدري - تعديل |
تناسق الدرر في تناسب السور للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (849-911هـ) كتاب لطيف، تناول فيه مؤلفه من علوم القرآن، ألا وهو ترتيب السور وتناسقها ومناسباتها، وإيضاح ما في ذلك من إعجاز وبيان ومقاصد وطبع أيضاً باسم: أسرار ترتيب القرآن.[1]
أنموذج من الكتاب
[عدل]قال الإمام السيوطي:
«سورة الشمس والليل والضحى
أقول:هذه الثلاثة حسنة التناسق جداً، لما في مطالعها من المناسبة، لما بين الشمس والليل والضحى من الملابسة، ومنها سورة الفجر، لكن فُصلت بسورة البلد لنكتة أهم، كما فصل بين الانفطار والانشقاق، وبين المسبحات؛ لأن مراعاة التناسب بالأسماء والفواتح وترتيب النزول، إنما يكون حيث لا يعارضها ما هو أقوى وآكد في المناسبة.
ثم إن سورة الشمس ظاهرة الاتصال بسورة البلد، فإنه سبحانه لما ختمها بذكر أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، أراد الفريقين في سورة الشمس على سبيل الفذلكة [أي مُجمَل ما فُصِّل وخلاصته]، فقوله [في الشمس]: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} هم أصحاب الميمنة في سورة البلد، وقوله: {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [في الشمس] هم أصحاب المشأمة في سورة البلد، فكانت هذه السورة فذلكة تفصيل تلك السورة، ولهذا قال الإمام: المقصود من السورة: الترغيب في الطاعات، والتحذير من المعاصي.[2]»
أقول:هذه الثلاثة حسنة التناسق جداً، لما في مطالعها من المناسبة، لما بين الشمس والليل والضحى من الملابسة، ومنها سورة الفجر، لكن فُصلت بسورة البلد لنكتة أهم، كما فصل بين الانفطار والانشقاق، وبين المسبحات؛ لأن مراعاة التناسب بالأسماء والفواتح وترتيب النزول، إنما يكون حيث لا يعارضها ما هو أقوى وآكد في المناسبة.
ثم إن سورة الشمس ظاهرة الاتصال بسورة البلد، فإنه سبحانه لما ختمها بذكر أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، أراد الفريقين في سورة الشمس على سبيل الفذلكة [أي مُجمَل ما فُصِّل وخلاصته]، فقوله [في الشمس]: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} هم أصحاب الميمنة في سورة البلد، وقوله: {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [في الشمس] هم أصحاب المشأمة في سورة البلد، فكانت هذه السورة فذلكة تفصيل تلك السورة، ولهذا قال الإمام: المقصود من السورة: الترغيب في الطاعات، والتحذير من المعاصي.[2]»