انتقل إلى المحتوى

مدارس وقفية

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مدارس وقفية[1] أو المدارس الوقفية ظهرت لأول مرة في القرن الرابع الهجري مستقلة عن المساجد وحلقاتها العلمية، كنتيجة للنمو الطبيعي لما سبقها من مؤسسات علمية،[2] وبلغت أوجها في القرن الخامس الهجري من خلال المدارس النظامية التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك في بغداد وأماكن أخرى من البلاد الإسلامية، وتميزت هذه المدارس في أنها أول من طبق نظام المخصصات المالية والخدمية الخاصة بالأساتذة والطلبة على حد سواء،[3] وأوقف نظام الملك لهذه المدارس كل ما يلزمها من فرش وأثاث ومدرسين وعاملين، كما ووفر الكتب والسكن للطلاب الغرباء والمخصصات المالية والغذاء والكساء،[4] ومع تأسيس هذه المدارس في بغداد وغيرها أخذ الناس يشعرون بدور الدولة في التعليم، فزاد تسابقهم نحو هذا العمل الخيري وأخذوا ينشئون المدارس ويقفون العقارات والاملاك المختلفة من أجل الإنفاق عليها.[5]

نماذج من المدارس الوقفية

[عدل]

المدرسة النظامية

[عدل]

أنشأ هذه المدرسة الوزير نظام الملك عام 1092م، وكان الغرض من إنشائها تدريس الفقه على المذهب الشافعي، وقد رصدت لها أوقافا كثيرة قدرت (بستين ألف دينار).[2]

مدرسة ابن هبيرة

[عدل]

أسست في بغداد عام 1162م من قبل عون الدين أبي مظفر ابن هبيرة الذي أوقف لها الكثير من الأوقاف، ولكنها لم تستمر بعملها فقد أغلقت بعد وفات مؤسسها، وبيعت الكتب التي أوقفت من أجلها.[6]

المدرسة الفخرية

[عدل]

قام بتأسيس هذه المدرسة فخر الدولة بن المطلب أحد أثرياء بغداد والمعروف بكثرة إنفاقه على المؤسسات الخيرية، وقد أوقف على هذه المدرسة وقفا محصوله السنوي ألف وخمسمائة دينار.[6]

المدرسة المستنصرية

[عدل]

أنشأها الخليفة العباسي المستنصر بالله في بغداد على شط دجله من الجانب الشرقي، وجعلها وقفا على المذاهب الأربعة، وحضر افتتاحها عام 1228م جمع كبير من الناس ضم كبار المسؤولين والعلماء والمدرسين.[7]

مدرسة بنقشا

[عدل]

سميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسستها بنقشا بنت عبدالله الرومية عتيقة الخليفة المستضيء بأمر الله، فقد اشترت هذه المرأة دارا وجعلتها مدرسة موقوفة على الحنابلة، وأوقفت عليها قرية بكاملها.[5]

المدرسة الاتابكية

[عدل]

بنيت هذه المدرسة في الموصل في العصر الاتابكي، وقد بناها سيف الدين بن عماد بن عماد الدين.[8]

الآثار العلمية والفكرية للمدارس الوقفية

[عدل]

تأمين الظروف المناسبة للفقهاء والعلماء والأدباء في محراب التعليم، والتأليف، والنشر، والتحقيق العلمي والفقهي، وساهمت في الحفاظ على العقيدة الإسلامية السليمة من الانحراف والتغيير، كما كان لبناء المدارس الوقفية عملية بناء ثقافي تربوي واسعة النطاق قام بها الأمراء والسلاطين، والعلماء والشعب لمواجهة المخاطر المتمثلة بالغزو الصليبي،[1] ولم يقف أثرها في التعليم عند العلوم الشرعية فحسب بل شمل كل موضوعات المعرفة البشرية، لا سيما الطب والصيدلة والفلك، وقد كان للمدارس الوقفية الأثر الكبير في مجانية التعليم، ولعبت دورا بارزا في الحفاظ على اللغة العربية.[1]

المراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب ج شودار، حمزة (2011-05-21). "المدارس الوقفية وآثارها العلمية والفكرية في العراق - صلاح عريبي عباس". موسوعة الاقتصاد والتمويل الإسلامي. الامارات العربية المتحدة: بحث مقدم إلى مؤتمر أثر الوقف الإسلامي في النهضة العلمية التي تعقده جامعة الشارقة. ص. 21،22. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  2. ^ ا ب أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الإربلي. "كتاب وفيات الأعيان". shamela.ws. 2. بيروت: دار صادر. ص. 129،128. مؤرشف من الأصل في 2024-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23.
  3. ^ رعـد محمـود البرهـاوي (2002). "خدمات الأوقاف في الحضارة الإسلامية". www.neelwafurat.com. بغداد: الأكاديميون للنشر والتوزيع. ص. 90. مؤرشف من الأصل في 2024-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23.
  4. ^ أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (١٤١٨هـ). "كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 2 (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية،. ص. 192. مؤرشف من الأصل في 2024-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23.
  5. ^ ا ب أمين يحيى الطائي (1997م). "الخدمات الوقفية في العراق ولبلاد الشام". www.neelwafurat.com. رسالة دكتوراة، كلية الآداب، جامعة الموصل. ص. 42،46. مؤرشف من الأصل في 2024-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23.
  6. ^ ا ب أ. د عماد عبد السلام رؤوف (1966م). "مدارس بغداد في العصر العباسي". sewanbooks.com. بغداد: عاصمة الثقافة العربية. ص. 166،107. مؤرشف من الأصل في 2024-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23.
  7. ^ ناجي معروف (2019-02-12). "المدارس الشرابية ببغداد وواسط ومكة". كتاب بديا. بغداد: مطبعة الإرشاد. ص. 23. مؤرشف من الأصل في 2018-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة)
  8. ^ سعيد الديوهجي. "مدارس الموصل في العهد العثماني". مركز المعرفة الرقمي. 18،19. بغداد: مجلة سومر. ص. 136. مؤرشف من الأصل في 2024-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-23.