انتقل إلى المحتوى

مستخدم:ناصح 1000/ملعب1قواعد التفسير

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يعتبر تفسير القرآن بالقرآن أحد أنواع التفسير بالمأثور. ويعد بعض العلماء تفسير القرآن بالقران أول الطرق التي يلجأ إليها المُفسر وأنهُ أبلغ التفاسير.[1] ويُقصد بهِ ربط الايات المتشابه لفظها أو معناها بعضها ببعض وتفسير بعضها ببعض.

وقد أجمع السلف والخلف على أن أصح طرق التفسير وأجلها تفسير القرآن بالقرآن[2]

وقد عده ابن تيمية أحسن التفاسير وأصح الطرق«أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر»[3]

تعريفه

[عدل]

يعتبر تفسير القرآن بالقرآن أحد أنواع التفسير بالمأثور. ويعد بعض العلماء تفسير القرآن بالقران أول الطرق التي يلجأ إليها المفسر وأنه «أبلغ التفاسير»[1]

ويقصد بتفسير القرآن بالقرآن: ربط الايات المتشابه لفظها أو معناها بعضها ببعض وتفسير بعضها ببعض و قد أجمع السلف والخلف على أن أصح طرق التفسير وأجلها تفسير القرآن بالقرآن[2] وقد عده ابن تيمية أحسن التفاسير وأصح الطرق حيث قال «أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر»[3] قال ابن عطية«كان على من يفسر القرآن الكريم أن يرجع إلى القرآن أولا، يبحث فيه عن تفسير ما يريد، فيقابل الآيات بعضها ببعض، ويستعين بما جاء مسهبا ليعرف به ما جاء موجزا، وبالمبين ليفهم به المجمل، ويحمل المطلق على المقيد، والعام على الخاص ولا يجوز لأحد- كائنا من كان- أن يتخطى هذا التفسير القرآني»[4] وقد اعتنى السلف بتفسير القرآن بالقرآن ولكن لم يصنفوا فيه فنا مستقلا[5]

قال محمد حسين الذهبي: «ومن تفسير القرآن بالقرآن: الجمع بين ما يُتَوهم أنه مختلف؛ كخلق آدم من تراب في بعضٍ، ومن طينٍ فيغيرها، ومن حمأ مسنون، ومن صلصالٍ، فإن هذا ذِكْرٌ للأطوار التي مرّ بها آدممن مبدأ خلقه إلى نفخ الروح فيه»[6]

مكانته

[عدل]

وهو أجلُّ طرقِ التَّفسيرِ وأحسنُها كما صرَّح بذلك جماعات من أهل العلم، ومن ذلك قول ابن تيمية (ت:728هـ): «فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إنَّ أصح الطرق في ذلك: أن يفسر القرآن بالقرآن».[7]وقال ابن القيم (ت:751هـ): «وتفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير».[8]

حجيته

[عدل]

يدلُ على حُجيتهِ: الكتابُ، والسُّنةُ، والإجماعُ، وأقوالُ السلفِ، والنظر.

  • من الكتاب :دلت عدة نصوص على أنَّ القرآن يُفسِّر بعضُه بعضًا، ومن هذه الأدلة قوله تعالى:﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ۝١٩ [القيامة:19]، ]، قال ابن كثير( ت:774هـ): «تكفل الله أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه.فالحالة الأولى: جمعه في صدره، والثانية: تلاوته، والثالثة: تفسيره وإيضاح معناه».[9]
  • من السنة : ودلالة السُّنّة على حجّية تفسير القرآن بالقرآن من طريقين:
  1. طريق التأصيل: حيث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجوع للقرآن عامةً، ومنه الرجوع إليه في بيان معاني القرآن، ومن ذلك حديث معاذ (18هـ)، حيث بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقال له: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء»؟ قال: «أقضي بكتاب الله»، قال: «فإن لم يكن في كتاب الله»؟ قال: «فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قال: «فإن لم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»؟ قال: «أجتهد رأيي»، قال: فضرب على صدري، وقال: «الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسول الله».[10]
  2. طريق التطبيق: فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم تفسيره للقرآن بالقرآن في غير ما موضع، وهذا كما أنه يُستفاد منه بيان الآيات التي فسّرها، فإنه يُستفاد منه تعليم منهج التفسير الصحيح ـ وهو الرجوع إلى القرآن في بيان معانيه ـ ، ومن أمثلة ذلك:عن ابن مسعود(32هـ) قال: لما نزلت هذه الآية  الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ   شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا: «أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه:  وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ   .[11]
  • الإجماع:أجمع العلماء على أنَّ القرآن يُفسِّر القرآن ويُبينه.قال الشنقيطي (1393هـ): «لإجماع العلماء على أنه أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله».[12]
  • أقوال السلف.ودلالة أقوالهم على حجية تفسير القرآن بالقرآن من طريقين:

الأول: التأصيل :ومن ذلك ما جاء عن عبيد الله بن أبي يزيد (126هـ) قال: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ وَكَانَ فِي الْقُرْآنِ أَخْبَرَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ بِهِ».[13]

الثاني: التطبيق: فقد اعتمد السلف ـ الصحابة والتابعون وأتباعهم على القرآن في بيان معاني القرآن والكشف عنها، وقد نُقل عنهم من هذا الشيء الكثير.ومن أمثلة ذلك:

  1. من أمثلة ما نُقل عن الصحابة: ما جاء عن ابن عباس (68هـ) في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝١٩ [المعارج:19]، قال: هو الذي قال الله: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝٢٠ [المعارج:20].[14]
  2. من أمثلة ما نُقل عن التابعين: ما جاء عن سعيد بن جبير (95هـ) في قول الله تعالى: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ۝٣ [البروج:3]، قال: الشاهد: هو الله، والمشهود: نحن، بيانه: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ۝٧٩ [النساء:79].[15]
  3. من أمثلة ما نُقل عن أتباع التابعين: ما جاء عن عبد الرحمن بن زيد (182هـ) في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ۝٦ [العاديات:6] ، قال: الكنود: الكفور، وقرأ: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ۝٦٦ [الحج:66].[16]

أنواع تفسير القرآن بالقرآن

[عدل]

يحتوي تفسير القرآن بالقرآن على عدة أنواع منها على سبيل المثال:

  1. بيان المجمل
  2. تقييد المطلق
  3. تخصيص العام
  4. تفسير المفهوم من آية بآية أخرى
  5. تفسير لفظة بلفظة أخرى
  6. تفسير معنى بمعنى
  7. تفسير أسلوب في آية بأسلوب في آية أخرى

الكتب التي اعتنت بهذا التفسير

[عدل]
  1. أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير القرآن العظيم

أمثلة

[عدل]
  1. آية (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ)المائدة [آية: 1] فسرتها آية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) المائدة [آية: 3]
  2. آية (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) البقرة [آية: 37] فسرتها آية (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الاعراف [آية: 23]
  3. آية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) [الأنعام:82] فسرتها آية (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم) [لقمان:13]

انظر أيضًا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب ابن قيم الجوزية. محمد حامد الفقي (المحرر). التبيان في أقسام القرآن. دار المعرفة. ص. 187.
  2. ^ ا ب محمد قجوي. تفسير القرآن بالقرآن دراسة تاريخية نظرية. رسالة دكتوراه. ص. 2.
  3. ^ ا ب أحمد ابن تيمية (1980). مقدمة في أصول التفسير. مكتبة دار الحياة. ص. 39.
  4. ^ ابن عطية (2001). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. دار الكتب العلمية. ج. 1. ص. 6.
  5. ^ محمد قجوي. تفسير القرآن بالقرآن دراسة تاريخية نظرية. ص. 4.
  6. ^ محمد السيد حسين الذهبي. التفسير والمفسرون. مكتبة وهبة. ج. 1. ص. 42.
  7. ^ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (ت ٧٢٨هـ) (١٤٩٠هـ/ ١٩٨٠م). مقدمة في أصول التفسير. دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان. ص. 39. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  8. ^ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ). التبيان في أقسام القرآن. دار المعرفة، بيروت، لبنان. ص. 187.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  9. ^ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ) (١٤١٩ هـ). تفسير القرآن العظيم (ط. 1). دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون - بيروت. ص. 286. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  10. ^ أخرجه أبو داود (3592)، والترمذي (1327)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (20339)، وجوَّد إسنادَه ابنُ تيمية في «مقدمة أصول التفسير»، وابنُ كثير في «مقدمة تفسيره».
  11. ^ أخرجه البخاري (4776).
  12. ^ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : ١٣٩٣هـ) (2021). أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. دار عطاءات العلم للنشر - دار ابن حزم. ج. 1. ص. 8.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  13. ^ أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2299).
  14. ^ أخرجه الطبري (23/266).
  15. ^ أخرجه البغوي في تفسيره (8/382).
  16. ^ أخرجه الطبري (24/586).