شكرا جزيلا على الرد أخي الكريم،
أولا بالنسبة لتشيّع الساحل فلقد ذكرت صور وطرابلس فقط على أنهن المدينتان الوحيدتان اللتان ذكر التشيع فيهما، وذلك من كلمات الرحالة ناصر خسرو الذي نقل بالشكل الواضح صورة تشيع أهل صور عندما قال "أهل صور غالبهم من الشيعة " وأيضا "وأهل طرابلس جلّهم شيعة"؛ وكذلك نقل عن كثرة المشاهد الشيعية في خراج مدينة طرابلس وكل ذلك قبل زمن حكم بني عمار مثلا بالإضافة الى الكثير من علماء وشعراء الشيعة من وفي طرابلس أمثال أبي الفضل الطرابلسي والكراجكي وابن منير وابن البراج الخ.. فكيف يكون التشيع في طرابلس فقط عند حكامها بني عمار؟ التشيع لم يغلب في الساحل ولكن في صور وطرابلس فقط وهذا ما أوصلته المصادر التاريخية. بالإضافة، على سبيل المثال هنالك مسائل صيداوية كتبها الشريف المرتضى لأهل صيدا ولكن لم يصل في التاريخ ما يؤكد انتشار التشيع بشكل غالب في صيدا، ولذلك لا يمكن الجزم بأن صيدا كانت غالبيتها شيعة.
ثانيا بالنسبة لحملة كسروان فالصيغة حتما ذكرت بأن شيعة المنطقة هجموا على الجيش المملوكي، والمماليك تذرعوا بها لحربهم في عام 1305 ولكن الحملات كانت قد بدأت من 1292 أو 1295، والهدف الأساسي للمماليك كان كبح جماح أهل كسروان لما فيها من حماية القوافل التجارية والطرق الاستراتيجية، والهجوم على الجيوش المملوكية أتى في اطار الصراع العام بين الاثنين بالرغم من الهدنة آنذاك. ومن الغير مخفي أيضا رسائل ابن تيمية حول معتقدات اهل كسروان وتوصيفاته المشهورة، كل هذا معروف ومكتوب وغير مزور. وأما ديانة الالخانيون فالمقصد ليس القول بأن المماليك كانوا يغيرون على اهل كسروان لأنهم شيعة ولهذا السبب فقط، وانما المقصود هو الربط بين تشيع الحاكم الالخاني اولجايتو وبين الهجوم على الجيش المملوكي من قبل شيعة كسروان، ومعنى ذلك هو وقوف شيعة كسروان لجانب الالخان المتشيّع أو المتعاطف مع الشيعة ضد المماليك الذين قادوا حملات ضدّهم منذ العقد التاسع للقرن الثالث عشر.
تحيّاتي