شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية. ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون ذو الفوائد الصحية والغذائية والتجميلية، ورد ذكره في الكثير من المراجع وبنيت حوله الكثير من الدراسات، له قدسية خاصة في جميع الديانات الإبراهيمية.[5]
هي شجرة من فصيلة الزيتونيات، لها جذع صلب، به عقد، أوراقها خضراء شاحبة، تعطي ثمراً زيتياً، تختلف ألوانه حسب نضجه وفترات قطفه من أخضروأصفر إلى أحمربنفسجي.[6]
وفي تأويل كلمة زيتون إلى مصدرها في اللغة فتصبح زاتَ.[7]
لا يعلم أصل شجرة الزيتون ولا مصدرها الأول بدقة. فلقد عُثر في إفريقيا متحجرات أوراق الزيتون تنتسب إلى العصر الحجري القديم (35.000 قبل الميلاد). كما وجدت هذه شجرة الزيتون بالسوحل الأطلسية للمغرب خلال معظم العصر الجليدي الأخير منذ نحو 100,000 سنة، وقد استُخدم خشبها لإدارة الوقود وحبوبها للاستهلاك.[8]
ويعتقد كذلك بأن تاريخ هذه الشجرة يعود إلى ما بين 5000 و 6000 سنة[9] ومنشأها سورياوفلسطينوجزيرة كريت[10] وقد بينت بعض الدراسات الأثرية والجيولوجية المبنية على ترسب حبوب الطلع أيضاً التي تمت في منطقة إيبلا في سوريا أن أشجار الزيتون كانت موجودة في تلك المنطقة منذ أكثر من 6000 سنة، كما دلّت الحفريات والألواح الحجرية على أقدم علاقة تجارية بين إيبلاوإيطاليا، وكان دليل ذلك العثور في حفريات إيبلا على أكثر من جرة زيت إيطالية مصنوعة في ميناء برنيديزي وعليها ختم يحمل كلمة (Brindisi)[11]..
أما في إسبانيا فأقدم ما عثر عليه كان عمره 5.000 سنة، في قرية «كرسيل» في المرية، وعُثر على أوراق متحجرة الجزيرة اليونانية البركانية سانتوريني (ثيرا) يعود تاريخها لنحو 37,000 سنة. وعُثر على بصمات يرقات ذبابة الزيتون البيضاء على الأوراق وهي نفس الحشرة التي تكون عادة ملازمة لأوراق الزيتون، حيث تبين أن علاقات التعاون التطوري بين الزيتون وهذه الحشرة لم تتغير منذ ذلك الوقت[12]، ويعود أقدم مرجع عرف عنه استثمار الزيتون تجارياً في جزيرة كريت منذ نحو 5000 سنة، حيث يعتقد بأنها قد تكون مصدر ثروة للحضارة المينوية.[13]
وفي دراسة مستفيضة قام بها العالم (دانييل زوهاري)، رجّح بأن أصل الزيتون يعود إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وخاصة المنطقة الواقعة بين أضنة في تركيا وشمال غرب سوريا التي تعد الموطن الأول لشجرة الزيتون وسلسلة الجبال الساحلية السورية وصولاً إلى منطقة جبال نابلس في فلسطين جنوبًا، بما يشمل كل المنطقة الجبلية الواقعة بين هاتين النقطتين، انتقل الزيتون من بلاد الشام إلى المغرب العربي ومنه إلى إسبانياوالبرتغال وجنوب فرنسا.[14]
قام المستعمرون الإسبان بإدخال شجرة الزيتون في القرن الثامن عشر إلى ولاية كاليفورنيا. حيث زرعتها أول مرة بعثةُ سان دييغو دي الكالا في عام 1769 أو في وقت لاحق انتشرت زراعته في كافة أنحاء الولاية وكان ذلك في عام 1795، بعد ذلك أصبحت زراعة شجرة الزيت أو الزيتون مشروعاً تجارياً ناجحاً للغاية ابتداءً من العام 1860 فصاعداً.[16]
أما في اليابان فإن أول زراعة ناجحة لأشجار الزيتون حدثت في العام 1908 في جزيرة شودو التي أصبحت مهداً لزراعة الزيتون.[17]
ويقدّر أن هناك نحو 865 مليون شجرة زيتون في العالم (التقديرات عام 2005)، والغالبية العظمى من هذه الأشجار موجودة في بلدان البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن المناطق الأخرى من العالم تمثل ما لا يزيد عن 25٪ من المساحة المزروعة الزيتون و 10٪ من إنتاج الزيت.[18]
التي تقع قرب مدينة حلب وقد عثر فيها على أقدم الدلائل المكتوبة حول شجرة الزيتون من رقم ومخطوطات، حيث حملت بعض ألواح إيبلا المكتشفة في مكتبتها توثيقاً رسمياً حول أشجار الزيتون وإنتاج الزيت، ويبيّن الأرشيف أن العائلة المالكة وحاشيتها كانت تمتلك 4000 جرة من زيت الزيتون، و 7000 جرة من أجل الشعب، وبحساب أن كل جرة تتسع لنحو 60 كغ من الزيت، فإن كميات الزيت المتداولة كانت تقارب 700 طن آنذاك، وكان عدد سكان إيبلا الأكاديين في ذلك الوقت كان نحو 15000 نسمة، ما يبيّن أن صناعة زيت الزيتون كانت في مقدمة النشاط الاقتصادي للسكان.[11]
يحتل الزيتون موقعا مميزا في العديد من الثقافات، كما أن في بعض المناطق يحمل قيم رمزية بارزة، منها غصن الزيتون كرمز للسلام، كما وردت شجرة الزيتون كرمز للحكمة في الثقافة الإغريقية حيث كانت إلى جانب طائر البوم ترمز للآلهة أثينا، حيث تروي الميثولوجيا اليونانية أن أثينا قدمت للبشر شجرة الزيتون كنبات مستأنس، كما أن آلهة السلام الإغريقية أيرينا ابنة زيوس تصوّر دوماً وهي تحمل غصن الزيتون، وكان يقدم فيها زيت الزيتون كهدية للملوك ولأبطال الرياضة، كما توضع على رؤوسهم تيجان من أغصان شجر الزيتون المقدس الذي زرعه هرقل في (أوليمبيا)[19]، كما ذكرت عند اليونانيين القدامى حيث في قصائدهم وكتاباتهم.[20]
يعتبر اليونانيون هم أول من بدأ بزراعة الزيتون منذ نحو 3000 سنة ق.م حيث وصفوها بأنها شجرة السلام والتواضع والخير والبركة.[21]
ذُكر في الأساطير أن أكثر ما كان يخشاه الكنعانيون هو انعدام خصوبة أراضيهم وتوقف المطر وخسارة المحاصيل خلال الموسم. وكانوا يَنشدون من الآلهة حصاد الشعيروالقمح والفاكهة وشجرة الزيتون والعنب.[22]
ويعتقد أن الفينيقيون أدخلوا زراعة شجر الزيتون إلى البلاد التي وصلوا إليها عند سيطرتهم على حوض البحر الأبيض المتوسط في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد. ولم يكن تأثير الفينيقيين ملحوظاً في بادئ الأمر، لكن في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد ازدهرت حضارتهم ازدهاراً عظيماً بما في ذلك زراعة شجر الزيتون في المناطق ذات المناخ الملائم وطرق استخراج الزيت.[20]
تؤكد البرديات الفرعونية والآثار التاريخية والموميات، أن المصريين القدماء قد استخدموا الزيوت في الكثير من نواحي الحياة ويعتقد بأن زيت الزيتون إحداها أما زراعته فيعتقد أنها بدأت قبل نحو 4000 سنة خلال حكم الأسرة الثامنة عشر (1.580 – 1.320 قبل الميلاد) خصوصاً فوق الشريط الساحلي الممتد من الإسكندرية حتى الفيوم. وكان زيت الزيتون مستعملا خلال الفترة الفرعونية لإضاءة المعابد. وأولى الحضارات التي استخرجت الزيوت بآليات ميكانيكية طبيعية هي الحضارة الفرعونية وهي نفس الطرق المستعملة حالياً تقريباً. كما كان من المعتاد لدى كبار الشخصيات الغطس في حمام من الزيت المعطر، وكانت توضع أكاليل من أغصان شجر الزيتون على رؤوس المومياوات في الفترة بين سنتي (980 - 715 قبل الميلاد)، وقد وجد في المقابر الفرعونية مثل«تاج العدل» الموضوع على رأس توت عنخ آمون[20]
ترمز أغصان شجرة الزيتون للسلام العالمي وقد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً مع الحمامة التي دائماً ما كانت تحمل غصن زيتون في منقارها للدلالة على رغبة السلام، كما أن الكثير من الرموز والأعلام العالمية ما كانت تحاط بغصني زيتون متقاطعين من الأسفل كعلمالأمم المتحدة الذي يحيط به غصنا زيتون متقاطعان.
كما تستخدم شجرة الزيتون لترمز للصمود والتمسك بالأرض في الثقافة الفلسطينية الحديثة[23]، إلى جانب حضورها الواضح في الرموز والثقافة التقليدية باعتبارها رمزاً وطنياً[24]، واستخدامها شائع كأيقونة.
مجموعة صور لأهم الأعلام والشعارات التي يظهر عليها الزيتون أو أغصانه للدلالة على رمزيته القوية في حضارات الأمم:
"إن حمامة تركت سفينة نوح ثم عادت تحمل في فمها غضون زيتون".
"إن الأشجار عندما أرادت أن تنتخب ملكا عليها اختارت شجرة الزيتون، لكنها رفضت قائلة: لن أترك زيتي الذي باركه الرب من أجل أن أحكم الأشجار".
كما ذكر في المزامير دلالات تتعلق بالزيت والزيتون: فكانت وفرة الزيت علامة على الرخاء والازدهار[ا][ب][ج][د]، كما كان نقص الزيت يدل علي القحط والجوع [ه][و]، ويوصف الزيت بأنه دهن الفرح [ز]، أو دهن الابتهاج [ح][ط]، ويتنبأ حزقيال بأن الأنهار ستجري كالزيت، أي تصير بطيئة الجريان لقلة ما بها من مياه [ي]، وكلمات الغش والخداع «ألين من الزيت» [يا][يب]، وتصبح اللعنة عند الشرير كسريان الزيت في العظام [يج]، والإسراف في استعمال الزيت دليل علي التبذير [يد]، بينما اختزانه من صفات الحكيم [يه]، وكان الزيت يصدر من فلسطين إلى مصر بناء على اتفاق معها.[يو][19]
ذكر شجر الزيتون عدة مرات في الإنجيل ويذكر أن الزيتون وزيته ذكروا في 140 موضعاً[29]، سواء في العهد القديم أو العهد الجديد.
ويجيء ذكره أول مرة في سفر الخروج عندما يعطي الله أوامره لموسى قائلاً له:
أمر بني إسرائيل بأَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ لإشعال السراج على الدوام".
كما ذكرالزيتون في الإنجيل ضمن عبارة تقول ما معناه:
"أنه لابد لشجرة الزيتون أن تطعم وإلا أعطت ثمارا صغيرة رديئة".
وقال موسى عليه السلام فيها:
"لا تقطفوا شجرة الزيتون حتى آخر حبة، بل اتركوا عليها بعض ثمارها ليأكل منها الناس والطيور والحيوانات البرية".
كما يرمز غصن الزيتون في سفر التكوين الفصل الثامن إلى نهاية الطوفان وانطلاقه الحياة بالبشر الصالحين وعلى رأسهم نوح الصديق، إنها الشجرة التي شهدت نزاع السيد المسيح في جتسشانيم أي معصرة الزيتون، والمسيح هو الذي اسمه زيت مراق، لذلك احبته العذارى[يز]
إن المسيح هو الممسوح المجيد بالزيت كاهناً أعظم ونبياً اسمى وملكا أكمل، لأنه يحب البر ويبغض النفاق [30] كما أن ثوبه كما ورد في اشعيا أصبح قرمزي اللون لأنه داس المعصرة وحده [يح] فتلطخ ثوبه بلون أحمر.
وقد كتب بسكال: السيد المسيح في نزاع إلى منتهى الدهر. والمسيحي «مسيح آخر»، ممسوح بالزيت: زيت الموعظين، وزيت الميرون عند معموديته وتثبيته، وتمسح يدا الكاهن بالزيت المقدس، والمطلوب من المسيحي أن يكون عضواً في شعب ملوكي كهنوتي نبوي.[يط][31]
كما أن ورود اسم شجرة الزيتون في القرآن أعطاها مساحة مهمة في الثقافة الإسلامية، فوردت ست مرات صريحة[32] ومرة بالإشارة في النص القرآني، ووردت أحاديث تمتدح الزيتون تتراوح بين أن صححت وضعّفت.
أن الله مصدر النور في السماوات والأرض، على الصعيد الحسي والمعنوي، كنور الحق والعدل، والعلم والفضيلة، والهدى والإيمان، ومثل نوره العظيم وأدلته الباهرة في الوضوح، كمثل نور مصباح شديد التوهج وضع في فجوة من حائط تساعد على تجميع نوره ووفرة إضاءته، وقد وضع المصباح في قارورة صافية لامعة لمعان كوكب مشرق، يتلألأ كالدر ويستمد المصباح وقوده من شجرة كثيرة البركات، طيبة التربة والموقع، هي شجرة الزيتون المغروسة في مكان معتدل متوسط فلا هي شرقية فتحرم حرارة الشمس آخر النهار، ولا هي غربية فتحرمها أول النهار، يكاد زيت هذه الشجرة يضيء لشدة صفاؤه، وإن لم تمسسه نار المصباح، فهذه العوامل كلها تزيد المصباح إضاءة ونوراً على نور.
جاء في كتاب تفسير الأحلاملابن سيرينوالنابلسي أن من رأى الزيتون فإنها رجل مبارك نافع لأهله وقيل امرأة شريفة أو ولد رئيس أو ولاية والزيتون الصفراء هم في الدين ومن عصر زيتوناً من شجرة نال بركة وخيراً والزيتون في المنام للعبيد يدل على ضربهم لأن الزيتون يضرب حتى يرمى حمله وقيل الزيتون هم لمن رآه
وشجرة الزيتون مال ومتاع والزيتون امرأة شريفة فمن أصابه أو ملكه وأكله وزيته فهو بركة وخير وورق الزيتون تمسك بالعروة الوثقى وورق الزيتون يدل على الصلحاء أو خيار الناس وثمرته تدل على الرزق السهل والنعمة الرغد مع السرور التام.[34][35]
(ومن رأى) أنه ينقي زيتوناً أو يعصره فإنه يدل على تعب ومشقة والزيتون يدل في المرضى على قوتهم وكذلك ثمر الزيتون وورقه يدل على ثبات الأعمال وعلى برء المرضى ويدل في سائر الأعمال على إبطائها والزيتون يدل على نور الإيمان والهداية لأهل العصيان والعلم وتلاوة القرآن والجبر للكسير والذهن للصغير والمال للفقير إلا أن يأكله الإنسان في المنام أخضر من غير صلاح فإنه يدل على الهم والنكد والدين يستدينه وربما دل على جهته التي يأتي منها وجالبيه.[36]
الشجرة دائمة الخضرة معمرة، ولها قدرة على الصمود في ظروف بيئية قاسية كالجفاف والأراضي المحجرة وقليلة العمق والخصوبة[37]، المجموع الجذري سطحي غير متعمق خصوصًا في الزراعـات المروية يكون عمقه بين 40-70 سم. الجذع في الأشجار الفتية أملس مستدير ومع تقدم العمر يفقد الاستدارة نتيجة نمو بعض الأجزاء على حساب أجزاء أخرى، وهو سميك ويزداد سمكاً بزيادة عمر الشجرة وملتوٍ ومليءٍ بالعروق والتعرجات. يكون ارتفاع الشجرة عادة ما بين 3-6 م، مع أنه قد يصل إلى 10-12 مترًا في بعض الضروب أو الأصناف والحالات.
يتكون رأس الشجرة من شبكةٍ قويةٍ من الأفرع والأغصان، والأوراق جلدية سميكة عمرها 2-3 سنوات تتساقط عادةً في الربيع، تحمل الأزهار في نورات عنقودية مركبة تنشأ في آباط الأوراق للأغصان التي تكونت في موسم النمو السابق.
الأزهار قد تكون خنثى (كاملة) أو مذكرة (مختزلة المبيض)، وحبوب اللقاح خفيفة تنتقل عن طريق الرياح أو الحشرات كنحل العسل والتلقيح ذاتي، إلا انه لوحظ أن معظم الأصناف بها درجة من العقم الذاتي، ومن هنا تظهر أهمية التلقيح الخلطي لذلك يُغرس أكثر من ضرب في البستان الواحد.
وهي حبة صغيرة بيضوية الشكل، شديدة المرارة لونها أخضر مصفر أو بنفسجي، لها نواة واحدة شديدة الصلابة، تختلف أشكالها وأحجامها باختلاف أصنافها.[38]
الشجرة تفضل السفوح الصخرية القريبة من الساحل ومناخ البحر المتوسط، لكن يمكن زراعتها بعيدًا عن الشاطئ ويمكن للشجرة أن تتحمل الجفاف نظرًا لنظام جذرها المتعمق في الزراعة البعلية. لكن كلما كانت الظروف مناسبة أكثر كانت جودة الزيتون أعلى.
شجرة الزيتون تعيش لفترات طويلة جداً ومعدل نموها بطيء. وهناك الكثير من أشجار الزيتون المعمرة في الكثير من بقاع العالم وخاصة في دول حوض المتوسط، حيث توجد مثلاً أشجار في فلسطين يزيد عمرها على 1000 عام وبعضها يقدر عمرها ب 2000 عام (أي منذ زمن المسيح).[39]
شجرة الزيتون (Magnific)، ويعتقد أنها الأخيرة في بساتين الزيتون الكبيرة، بحسب دراسة من جامعة أوتادUTAD University وتصنفها الآن بأنها "شجرة تتبع المصلحة العامة" السلطةُ البرتغالية الوطنية للغابات.[45][46]
يعتبر الزيتون من أبرز المحاصيل المزروعة على نطاق واسع حول العالم.[51] في عام 2010 كان هناك نحو 9.4 مليون هكتار مزروعة بأشجار الزيتون، وهي أقل من ضعف مساحة الأراضي المخصصة للموزوالتفاح أو المانجو. فقط أشجار جوز الهند وزيت النخيل تحتل فضاء أوسع.[52] ويعتبر الزيتون النبات الأسرع انتشاراً من حيث المساحة المزروعة حيث تضاعفت المساحة المزروعة ثلاث مرات من 2,600,000 إلى 7,950,000 هكتار بين عامي 1960 و 1998 وبلغ ذروته 10 ملايين هكتار في عام 2008. وتقع جميع أكبر عشر دول المنتجة، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتنتج 95٪ من الزيتون في العالم.
البلدان الرئيسية في الإنتاج (سنة 2011 حسب FAOSTAT)
يميز نوعان أساسيان من الزيتون، الزيتون البري ويدعى (بالإنكليزية:Olea europea sylvestris أو O.E.oleaster)، والزيتون المستزرع ويدعى (بالإنكليزية:Olea europea sativa) الذي يشتمل على نحو 500 صنف.[21]
تنقسم أشجار الزيتون على حسب الغرض من الاستخدام إلى:
أصناف زيتية: وهي أصناف تحتوى على كمية زيت أعلى من 15-20 % وذات حجم متوسط.
أصناف غير زيتية: وهي أصناف تحتوى على نسبة زيت أقل من 15 % وذات حجم كبير ولب سميك وتستخدم في التخليل.
أصناف ثنائية الغرض: وهي أصناف تجمع بين صفات الأصناف الزيتية وغير الزيتية وتكون نسبة الزيت فيها بين 15-20 %.[53]
ان نمو نبات الزيتون بطيئ عادة وتشكل المجموع الجذري أو الجذور أبطأ، لذلك لا يمكن زراعة اغصان الزيتون بالطريقة الكلاسيكية في زراعة اغصان أو قطع من ساق شجر الرمان أو التين مثلا، يُزرع عادة في سوريا في فصل الخريف أو بداية الشتاء مع بداية سقوط الأمطار:
الطريقة القديمة : طريقة القرمة: حيث تؤخذ قطع من القسم المتضخم الفاصل بين الساق والجذر الرئيسي (القرمة) ومن الضروري أي يكون عليه قسم من القشرة أو اللحاء الشجري وقد تحمل جذورا عرضية وغالبا ما تكون حاملة لبراعم أو لبدايات اغصان جديدة، ثم توضع القرمة في قاع حفرة في التربة بعمق نحو 50 سم وتكون القشرة أو البراعم للاعلى عادة ثم تردم الحفرة بالتراب وتداس بالارجل قليلا وتترك حتى تنمو وتخرج فوق التربة .
زراعة أشتال الزيتون في الأرض
الطريقة الحديثة : طريقة الشتول: وتجري بقطع عقل من اغصان نامية فتية بحيث تحمل كل عقلة عقدة أو أكثر ولكل عقدة برعم، وتُغمس قاعدتها بمحلول يحتوي على تركيز معين من مواد نمو نباتية (اوكسينات) تغرس كل عقلة أو عقلتين في تربة بداخل كيس نايلون، وتصفف اعداد كبيرة منها بجانب بعضها لتسقى وتنمو داخل بيت بلاستيكي (وقد اشتهرت بلدة كفرصفرة في منطقة جبل الكرد بهذه الطريقة) وبعدما تنمو إلى شتلات بعمر سنة أو أكثر، يُزرع في حفرفي التربة لتنمو وتعطي شجرة جديدة
يضاف السماد العضوي قبل فصل الشتاء، مع الحرثة الأولى؛ لضمان تحلل السماد طيلة فصل الشتاء. وينصح بإضافة نحو نصف دلو من السماد العضوي للشجرة الصغيرة؛ و 1.5 – 2 دلو للشجرة الكبيرة، مرة واحدة كل سنتين على الأقل، ويفضل مرة سنويًا.
وقد أثبت البحث العلمي أن توزيع السماد الطبيعي تحت السطحي (بالحفر)، أكثر فعالية من التوزيع السطحي (بالنثر)؛ فإنه يضمن تهوية التربة وتغذية المنطقة أسفل الجذور السطحية. وتزداد أهمية وفعالية هذه الطريقة في حال كون التربة منضغطة (متماسكة) أو فقيرة التهوية؛ فإن تحسين تهوية التربة، لا يقل فعالية عن التسميد؛ فهو يحفز الجذور على النمو.
قواعد استعمال السماد الطبيعي المختمر:
يفضل عمل الحفر عندما تكون التربة رطبة.
تتراوح المسافات بين الحفرة والأخرى من 30 – 50 سم، وبعمق نحو 30 سم. وإذا ما كان السماد في الحفرة بعمق قليل نسبيًا (أقل من 15 – 20 سم)، من المحتمل أن يقتل الأعشاب، أو أن يتسبب في نمو أعشاب أخرى.
يفضل إبعاد السماد عن جذع الشجرة نحو 60 سم.
ترتيب الحفر في دوائر متداخلة، تمتد إلى ما بعد الأغصان الطرفية.
ينصح بالإكثار من عدد الحفر، لضمان توزيع السماد جيدا في منطقة الجذر، علما أن الأسمدة لا تنتقل جانبيا في التربة.
لمنع التركيز العالي للسماد؛ يفضل خلطه مع التراب أو الرمل، وبعد الانتهاء من تعبئة الحفر بالسماد، تغطى بالتراب.
ولدى نثر السماد، يجب عدم إبقاء أي أثر للسماد على الأوراق لفترة طويلة؛ لمنع احتراق الأوراق والبراعم، إذا ما تأخر هطول المطر.
بعد نثر السماد على النبات، يجب غسل النبات بالماء.
الحراثة ومكافحة الأعشاب: يمكننا القيام بالحراثة مرتين في السنة: الأولى حراثة عميقة (20 – 25 سم) في بداية الخريف، بعد التسميد بالسماد البلدي؛ بهدف تحضير التربة لاستيعاب أكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار، والثانية حراثة سطحية في الربيع، بهدف القضاء على الأعشاب والاحتفاظ برطوبة التربة.
ومن المفيد التنويه إلى أن حراثة حقل الزيتون في الخريف حراثة عميقة، يقلل من الأثر السلبي للجفاف على الزيتون، حيث تعمل تلك الحراثة على فتح التربة واستيعاب مياه الأمطار والاحتفاظ بكمية كبيرة من الماء داخل التربة. كما أن الحراثة السطحية في الربيع تعمل على مكافحة الأعشاب والاحتفاظ برطوبة التربة المتجمعة في الشتاء.
وبالرغم من أن حراثة الأرض تهدف إلى مكافحة الأعشاب الضارة وتغيير العمليات الهوائية واللاهوائية داخلها، فضلا عن تأثيرها المباشر في مكافحة العديد من آفات التربة؛ بسبب تعريض الأخيرة لأشعة الشمس أو للعدو الطبيعي؛ وبالتالي القضاء عليها، إلا أنها (أي الحراثة) تعمل، من ناحية أخرى، على إضعاف النشاط البيولوجي داخل التربة، من خلال تحطيم بعض المكونات البيولوجية، والأحياء الدقيقة المفيدة والمخصبة للتربة؛ لهذا، يجب التقليل، قدر الإمكان، من الحراثة.
ويؤدي تراجع نمو وإنتاجية الأشجار، بسبب رش المبيدات الكيماوية، إلى لجوء المزارعين للسماد الكيماوي، الذي، بالإضافة إلى كونه يشكل تكلفة إضافية، يشكل زيادة بلة للطين؛ لأنه، يزيد من حساسية النبات للعديد من الآفات الحشرية والفطرية والبكتيرية، ويقتل الكائنات الدقيقة النافعة للتربة، ويتسبب في تدهور خصوبة الأخيرة على المدى البعيد، فضلا عن خطورته على الصحة العامة والبيئة.
ومبيدات الأعشاب الكيماوية مواد مسرطنة، ويسبب بعضها تلف الجهاز العصبي المركزي، وتشوهات جينية وتناسلية لدى الإنسان، ويؤدي بعضها الآخر إلى خلخلة التوازن الهرموني في الجسم.
كما يؤدي استعمال مبيدات الأعشاب الكيماوية إلى تراجع كبير في خصوبة التربة وتماسكها ويشوه بنيتها؛ ما يجعلها هشة وسهلة التعرض للانجراف.
وفي المحصلة، إن استخدام الكيماويات في الزراعة يعمل على تدمير التربة، ويتسبب في تراجع نمو وإنتاجية الأشجار، فضلاً عن زيادة تكلفة المكافحة الكيماوية للأعشاب والآفات، لتفوق الربح المتوخى من زراعة الزيتون وكافة المحاصيل الزراعية. ومهما بلغ الربح الناتج عن استخدام الكيماويات، فإنه يبقى ربحًا وهميًا؛ نظرًا لمضار المواد الكيميائية على الأرض والأشجار، ونظرًا للأضرار الصحية على المستهلك، وللقوة التدميرية التي تصيب المحاصيل الزراعية نتيجة استعمال هذه المواد، كما تتعدى مضار هذه المواد ذلك بكثير؛ إذ أن هذه المواد تشمل بضررها الحيوانات التي تستهلك المواد العلفية والمحاصيل الحقلية المحلية؛ إضافة للإخلال بالتوازن البيئي والقضاء على العديد من خلايا النحل والحيوانات والطيور البرية، والحشرات النافعة، التي تعمل وفق نواميس طبيعية لتشكل أعداء تقضي على العديد من الآفات والأمراض؛ ويمثل استخدام المواد الكيميائية الزراعية خطرًا كامنًا يهدد المخزون الجوفي المائي الفلسطيني. ونظرًا لما سبق فإن استخدام الكيماويات يعد خسارة كبيرة، على كافة الأصعدة.
العزق والاقتلاع باليد، أو بالفأس، أو بالآلات الصغيرة التي يدفعها الإنسان، أو يجرها الحيوان، أو بالمحاريث التي تجرها الجرارات، في حالة الزراعة على مسافات واسعة، وتساهم مكافحة الأعشاب يدويا أو آلياً في الحد كثيرًا من أثر الجفاف على الزيتون، فالأعشاب تزاحم الأشجار والمحاصيل الزراعية على الماء والغذاء.
قص الأعشاب بواسطة آلة قص العشب أو المنجل، وهنا يجب التنويه إلى وجوب ترك الأعشاب المقصوصة مكانها في الحقل، كلما كان ذلك ممكنًا؛ فترك الأعشاب مكانها في الحقل يساعد في الاحتفاظ برطوبة التربة، فضلا عن أنها تمثل مواد مخصبة للتربة، ومفيدة لأشجار الزيتون.
استخدام الطمر، كوسيلة فعالة لقتل الأعشاب البرية أو الضارة التي لا نرغب في نموها.
يعتبر التخلص من الأعشاب الضارة بالحرق من الممارسات المقبولة بتحفظ، وبإمكاننا القيام بذلك، في حال عدم استعمال الأعشاب كغطاء حيوي أو كمصدر للدبال.
وتعتبر مقاومة الحشائش الضارة من العوامل الهامة التي تقلل الإصابة بالآفات المختلفة؛ فالقضاء عليها يقلل من الرطوبة الجوية حول النباتات وبالتالي يقلل من احتمالات مهاجمة الأمراض التي تصيب المجموع الخضري، فضلاً عن أن الحشائش غالباً ما تكون ملجأ للكثير من الفطريات تستخدمها لإكمال أطوار حياتها عليها.
وتساعد عملية التعشيب بالوقت المناسب في تقوية أشجار الزيتون، والحفاظ على الرطوبة والمغذيات في التربة؛ فالأعشاب الضارة تشكل منافسًا قويًا للمحاصيل يعمل على امتصاص الغذاء والماء بقدر يفوق قدرة المحاصيل على ذلك. ويشكل القضاء على الأعشاب خطرً يتهدد العديد من الحشرات الضارة التي تقضي الشتاء على الحشائش والمخلفات الموجودة في الأسوار والأسيجة على أطراف الحقل، كما أن بعض الفيروسات التي تصيب الخضروات تقضي شتاءها على جذور النباتات المعمرة.
ولا بد أيضا من إزالة الحشائش القريبة من مراقد البذور أو البيوت المحمية التي تنمو بها النباتات الصغيرة قبل شتلها في الأرض. ومن المفيد أيضاً استخدام الطمر، كوسيلة فعالة لقتل الأعشاب البرية أو الضارة التي لا نرغب في نموها، وبإمكاننا استخدام القش أو الحجارة أو الكرتون أو الورق أو الجرائد، ولدى استعمال القش يجب أن يكون خالياً من بذور الأعشاب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن للأغطية البلاستيكية السوداء أو العاتمة القدرة على كبح نمو الأعشاب الضارة التي لا تستقبل الأشعة النشيطة في التمثيل الضوئي، وهي تحت الغطاء الأسود، وبالتالي فإنها لا تنمو، لكن من الضروري أن يكون تركيز وتوزيع المادة الملونة جيداً.
ويمكن قص الأعشاب قبل إزهارها وإنتاجها للبذور، وتركها مكانها في الحقل حول الأشجار كبديل للحراثة، وتشكل الأعشاب، في هذه الحالة، غطاء عضويًا للأشجار، يحافظ على رطوبة التربة؛ الأمر الذي يقلل من الأثر السلبي للجفاف على الزيتون، وبالتالي التقليل من آفات التربة، فضلا عن تخفيف انجراف التربة السطحية بفعل الرياح والماء، وفي المحصلة زيادة الإنتاج.
ويعمل الغطاء العضوي على حماية الكائنات العضوية المفيدة، وحماية البنية الأساسية للتربة من انجراف مغذيات النباتات. ولدى تحلله يتحول إلى سماد للأرض وبالتالي يعمل على تخصيب التربة.
تنطلق عملية التقليم الناجحة، من تحديد عدد الأفرع الأساسية، وتحديد ارتفاع نقطة التفرع الرئيسية، وتتلخص في إزالة الأفرع المريضة والمكسورة والمتشابكة، والنموات غير المرغوب فيها؛ الأمر الذي يسهل دخول الهواء وأشعة الشمس إلى داخل الشجرة؛ ما يحسن النمو والإنتاج، ويسهل مختلف العمليات الزراعية، ومكافحة الآفات والأمراض، فضلا عن الحد من ظاهرة تبادل الحمل (المعاومة) التي تتميز بها أشجار الزيتون. وتتلخص ظاهرة المعاومة بغزارة الحمل في سنة معينة (وتعرف بالسنة «الماسية») ومن ثم يليها في السنة التالية هبوط في الإنتاج، (وتعرف تلك السنة بالسنة «الشلتونية»). وتفسر هذه الظاهرة في أن غزارة الحمل في السنة الماسية، تستنزف قوة الشجرة، وتحد من قدرتها على الحمل في السنة التالية.
وبما أن الأغصان ذات عمر سنة هي التي تحمل ثمار الزيتون؛ فمن المحبذ القيام بعملية تقليم خريفية (بعد القطف)، لإتاحة المجال لنمو أغصان جديدة في السنة التالية، وللتخلص من الأفرع غير المرغوب فيها.
تجديد اشجار الزيتون بالتطعيم بالقلم بأصناف جيدة
ويفضل تأخير التقليم حتى نهاية شهر حزيران؛ بعد معرفة درجة عقد الثمار؛ ولمعرفة كمية الأمطار وتوقيت هطولها، فيجب أن يتناسب عدد الأغصان التي ستُقصّ، عكسيا مع كمية الأمطار؛ لضمان التناسب بين حجم الشجرة، ومقدار الرطوبة داخل التربة.
تتعرض أشجار الزيتون للعديد من الأمراض. تُعتبر ذبابة الزيتون أخطر الآفات التي تُصيب الزيتون حيثُ تضع بيضها غالبًا قبل نضج الزيتون في الخريف. تؤدي لدغة الذبابة إلى تعفن المنطقة مما يجعلها بنية اللون وذات طعم مر، وبالتالي تصبح غير صالحة للاستهلاك أو لإنتاج الزيت. لمكافحة هذه الآفة، يُستخدم تقليديًا رش المبيدات الحشرية (فوسفات عضوي مثل دايمثوات). كما تُستخدم أساليب عضوية تقليدية مثل الفخاخ، استخدام بكتيريا عصوية تورنجية، ورش الكولين.
يمكن لفطرCycloconium oleaginum أن يصيب الأشجار على مدى عدة مواسم متتالية مما يسبب أضرارًا جسيمة للمزارع. كما يُسبب نوع من البكتيريا، زائفة سافاستانوية pv. oleae،[54] نمو الأورام في فروعها. وتتغذى بعض حرشفيات الأجنحة على الأوراق والأزهار. أيضًا بكتيريا Xylella fastidiosa يمكنها أيضًا إصابة ثمار الحمضيات وكروم العنب. سبق وأن أصابت أشجار الزيتون في بولية في جنوب إيطاليا مسببة ما يُعرف بـ متلازمة تدهور الزيتون السريع (OQDS).[55][56][57] ويُعتبر باصوق عادي هو الناقل الرئيسي لهذا المرض.[58]
من الآفات الأخرى التي تنتشر بين أشجار الزيتون حشرة قشرية وهي حشرة صغيرة تشبه بقعة سوداء صغيرة تلتصق بشدة بالأشجار مما يقلل من جودة الثمار. وتعد الدبابير من أبرز الكائنات التي تفترس هذه الحشرة. كما أن خنفساء الكركلة البرقوقية[الإنجليزية] تتغذى على حواف الأوراق تاركة أثار قطع تشبه أسنان المنشار.[59]
تتسبب الأرانب في أضرار جسيمة لأشجار الزيتون خاصة الأشجار الصغيرة عن طريق قضم القشرة. وإذا أُزيلت القشرة بالكامل حول جذع الشجرة، فإنها تموت على الأرجح. كما أن الفئران والجرذان تلحق أضرارًا بالجذور. في شمال مناطق زراعة الزيتون، مثل شمال إيطاليا وجنوب فرنسا وسويسرا قد تُعاني أشجار الزيتون أحيانًا من الصقيع.[60] كما تُسبب العواصف والأمطار الغزيرة المستمرة أثناء موسم الحصاد أضرارًا أيضًا. وفي المناطق الداخلية الباردة من حوض البحر الأبيض المتوسط، يتم استبدال زراعة الزيتون بأشجار أخرى غالبًا كستناء.[61]
95% من زيت الزيتون وحب الزيتون في العالم أجمع يأتي من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ومع أن العديد من الدول ذات المناخ الشبيه تزرع الزيتون إلا أنها لا تتفوق على البحر المتوسط.
ويستخدم زيت الزيتون في الطبخ وبالذات في السلطات، لكنه يؤكل لوحده أيضا. وزيت الزيتون غالي الثمن نسبيا، خاصة في الدول التي تستورده.
يتم تقليم التربية في بساتين الزيتون الى تقليم الشتلات في السنين الأولى من حياتها، ابتداء من تاريخ الغرس 12 شهر الى غاية السنة الثالثة من الزراعة الى غاية بداية الدخول في الانتاج، ودخول الأشجار في طور الإثمار، لذلك ينصح بترك جميع الاغصان على الأشجار الفتية في السنين الثلاث الأولى من حياتها، بعد ذلك يمكن البدء في إزالة الاغصان المتقاربة والمتشابكة. التربية كآلاتي:
خلق نوع من التوازن بين الافرع من جهة والمجموع الخضري والجذري من جهة أخرى.
يهدف تقليم الإثمار لأشجار الزيتون للحفاظ المستمر على شيء من التوازن بين تطور (المجموع الخضرى والثمرى) وينفذ سنوياً، وافضل موعد لإجرائه في نهاية فصل الشتاء (من منتصف يناير إلى منتصف شهر فبراير).
يسمح هذا التقليم بتنظيم النمو بإعطاء انتاج منتظم كما ونوعاً لأطول فترة ممكنة من حياة الشجرة، والحد من ظاهرة المعاومة من خلال إيجاد توازن فسيولوجي بين مختلف التفرعات.
حيث أن طبيعة حمل الزيتون ان تحمل الثمار على أفرع السنة السابقة، التي تكونت في الموسم الخضري السابق. فلكي تحمل الشجرة محصولاً كل سنة، فانه ينبغي ان يكون نموها الخضرى في السنة السابقة قوياً ليعطي فروع جديدة تضمن محصول الموسم التالي، وهذا لن يتحقق الا مع عناية جيدة للأشجار، وغالباً ما يرافق سنة الحمل الغزير شبه انعدام في نمو أغصان جديدة، وهذا يعني قلة الحمل او شبه انعدامه في السنة التالية.
زراعة الزيتون في الأراضي الجافة في شمال أفريقيا (1908) تأثير التقليم على أشجار الزيتون
ويلاحظ ان الأشجار التي لا تقلم ولا يعتني بها تنعدم قدرتها تقريباً على انتاج الفروع الحديثة الجيدة في سني الحمل.[71]
تتمتع شجرة الزيتون بحيوية كبيرة ومقدرة عالية لإستعادة قوتها، بحيث تستطيع الشجرة الهرمة التي تبدو ظاهرياً وكأنها تموت، بإستعادة نشاطها بعملية القطع التجديدي على الأشجار الهرمة التي توقفت عن النمو نوعاً ما، بقطع الفروع الهيكلية السليمة وجيدة النمو على ثلث او نصف طولها مع إبقاء 4-5 فروع نصف هيكلية على كل منها.
^Friedrich W.L. (1978) Fossil plants from Weichselian interstadials, Santorini (Greece) II, published in the "Thera and the Aegean World II", London, pp. 109–128. Retrieved on 2011-12-07.
^Martelli، G. P؛ Boscia، D؛ Porcelli، F؛ Saponari، M (2015). "The olive quick decline syndrome in south-east Italy: A threatening phytosanitary emergency". European Journal of Plant Pathology. ج. 144 ع. 2: 235–243. DOI:10.1007/s10658-015-0784-7. S2CID:16126474.
^Burr, M. (1999). Australian Olives. A guide for growers and producers of virgin oils, 4th edition. (ردمك 0-9577583-0-8).
^"Olio d'oliva ticinese". Culinary Heritage of Switzerland. مؤرشف من الأصل في 2016-06-26. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-09. Nel 1494, 1600 e 1709, gli oliveti vennero quasi completamente distrutti dal gelo. Anni dopo, furono accantonati in favore dei gelsi, così da promuovere l'allevamento dei bachi da seta. Verso la fine degli anni '80 del secolo scorso, la coltivazione dell'olivo è stata ripresa [In 1494, 1600 and 1709, frost destroyed almost all the olive trees. Later, they were replaced by mulberry trees to promote the breeding of silkworms. Olive cultivation in Ticino was revived at the end of the 1980s]
^Stefano Mazzoleni (2004). Recent Dynamics of the Mediterranean Vegetation and Landscape. John Wiley & Sons. ص. 145. ISBN:9780470093702. مؤرشف من الأصل في 2023-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-30. In the coastal areas, the olive groves are tightly interwoven with low maquis, garrigue and steppe, which have been widely grazed and, consequently, burned. On the other hand, low mountains and inland hills have chestnut and mixed deciduous coppiced woods. The actual boundaries between these two different vegetation landscapes can be found at different altitudes according to local climatic conditions; higher (about 1000m asl) in the eastern and southern areas, and lower and close to the sea in the central and northern basin.
^Beth (3 Feb 2017). "Pruning Olive Trees". Olive Grove Oundle (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2023-03-15. Retrieved 2024-01-02.
^"Pruning an Olive Tree". Gardening Australia (بAustralian English). 19 Nov 2010. Archived from the original on 2022-09-30. Retrieved 2024-01-02.